شهدت العاصمة نواكشوط، صباح اليوم الخميس، انطلاق عدة مسيرات شعبية نظمتها المركزيات النقابية بمناسبة العيد الدولي للعمال، الموافق للأول من مايو.
وخرج المئات من العمال في شوارع المدينة رافعين شعارات تطالب بتحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور، ومكافحة ارتفاع الأسعار، والحد من تدهور القدرة الشرائية.
وقد عبّر المشاركون في المسيرات عن استيائهم من ما وصفوه بتجاهل الجهات الرسمية لمعاناة الشغيلة الوطنية، داعين إلى تطبيق صارم لقوانين الشغل وتعزيز الرقابة على ظروف العمل في القطاعين العام والخاص.
وفي تغريدة له بالمناسبة، قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني: “أهنئ طبقتنا العاملة، مثمناً عالياً جهودها في بناء الوطن والدفع به نحو التقدم والازدهار. سأظل دائماً إلى جانب العمال، ولن أدخر جهداً في تحسين ظروف عملهم”.
كما ألقى وزير الوظيفة العمومية والعمل، محمد ولد اسويدات، خطابًا بالمناسبة، أكد فيه أن الحكومة بصدد تنظيم منتديات وطنية للحماية الاجتماعية، ستُطلق خلالها خمس دراسات رئيسية، أولها مراجعة الحد الأدنى للأجور.
وأضاف ولد اسويدات أن الرئيس غزواني ألزم الحكومة بالإسراع في إعداد هذه الدراسة تمهيداً لعرضها ضمن مفاوضات جماعية تجمع الحكومة بالشركاء الاجتماعيين.
وأشار الوزير إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف الاقتصادية للطبقة العاملة، مؤكدًا التزام الحكومة بمواصلة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين لتطوير السياسات العمومية ذات الصلة بالتشغيل والحماية الاجتماعية.
ويُخلد العيد الدولي للعمال في الأول من مايو من كل عام، وهو مناسبة عالمية تحتفي فيها الشعوب بحقوق العمال ونضالاتهم.
وتعود أصول هذا العيد إلى أواخر القرن التاسع عشر، وتحديداً إلى حركة العمال في شيكاغو بالولايات المتحدة، حيث نظّم العمال عام 1886 إضرابات واسعة للمطالبة بتحديد يوم العمل بثماني ساعات، وهو ما أدى إلى مواجهات دامية، عُرفت لاحقًا بـ”قضية هايماركت” الشهيرة.
وبعد سنوات من النضال، اعترفت منظمة العمل الدولية والحكومات في معظم دول العالم بعيد العمال، ليصبح يوماً رسمياً يعبر فيه العمال عن مطالبهم، وتُنظَّم فيه مسيرات ونقاشات حول أوضاع الشغيلة، ويُستعرض خلاله واقع السياسات العمالية.
وفي موريتانيا، يُعد فاتح مايو مناسبة سنوية للنقابات لرفع مطالبها الاجتماعية والاقتصادية، وللضغط من أجل تعزيز الحقوق النقابية، وتحسين ظروف العمال، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، وتنامي العمل غير المهيكل.