رفعت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرًا السرية عن مجموعة من الوثائق، من بينها برقية استخبارية أرسلتها السفارة الأمريكية في نواكشوط إلى واشنطن عام 1988، تكشف عن قلق الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع بشأن مفاوضات مرتقبة بين المغرب والجزائر حول ملف الصحراء الغربية، برعاية سعودية.
ووفقًا لما أوردته قناة “فرانس 24″، أظهر التقرير أن الرئيس ولد الطايع أوكل لصديقه ومستشاره المقرب أحمد ولد منيه متابعة الملف.
كما أفادت الوثيقة أن ولد الطايع أرسل مبعوثًا خاصًا إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، حاملًا رسالة تفيد بأن أي اتفاق بين المغرب والجزائر سيجعل موريتانيا أول المتضررين، نظرًا لأن مقاتلي جبهة البوليساريو قد يتوجهون نحو الأراضي الموريتانية فور تخلي الجزائر عن دعمهم.
وبحسب نفس الوثيقة، نصح أحمد ولد منيه الرئيس الموريتاني بالتريث وعدم اتخاذ قرارات متسرعة، لافتًا في الوقت نفسه إلى استحالة التوصل إلى اتفاق نهائي بين المغرب والجزائر بشأن ملف الصحراء الغربية، الذي ظل محل خلاف طويل الأمد.
وتأتي هذه الوثائق لتسلط الضوء على تعقيدات التوازنات الإقليمية خلال فترة الثمانينيات، حين كانت موريتانيا تخشى تداعيات التوتر المغربي-الجزائري على استقرارها الداخلي وأمن حدودها، خاصة مع استمرار النزاع حول الصحراء الغربية.