دعا الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى “هبة وطنية جامعة وقوية” تهدف إلى تغيير العقليات السلبية والقضاء على النعرات الضيقة وخطابات الكراهية ونزعات الاستعلاء، مشدداً على أهمية تحقيق تحول مجتمعي عميق يعزز الوحدة الوطنية ويقضي على الممارسات الهدامة.
وفي خطاب ألقاه خلال افتتاح النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث بمدينة شنقيط، أكد ولد الغزواني أن البلاد بحاجة ماسة إلى “تغيير جذري في العقليات”، مضيفاً: “لقد أعلنا الحرب على العقليات الضارة بوحدتنا الوطنية والمنافية لقيمنا الدينية، مثل النفس القبلي والعرقي الهدام”.
وأشار الرئيس إلى أن النتائج الميدانية لهذه الحرب ما زالت دون المستوى المطلوب، لكنه أكد أن هذا التوجه سيبقى “استراتيجياً لا تهاون فيه”، مؤكداً أن الدولة ستواصل العمل على تحقيق أهدافه.
كما أشاد الرئيس غزواني بمدينة شنقيط التاريخية، واصفاً إياها بأنها “مركز إشعاع ثقافي وعلمي” لعبت دوراً محورياً في التبادلات التجارية بين شمال وجنوب الصحراء عبر التاريخ.
وذكّر غزواني بتعهده عام 2019 بتحويل مهرجان مدائن التراث إلى حدث ثقافي وتنموي يعيد إحياء المدن التاريخية، مشيراً إلى تخصيص 16 مليار أوقية قديمة لتحقيق هذا الالتزام.
وينظم المهرجان هذا العام تحت شعار: “مهرجان مدائن التراث.. قافلة لتنمية مدننا القديمة”، ويتضمن مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى معارض تراثية تسلط الضوء على الهوية الثقافية الموريتانية.
وتشمل المكونة التنموية المصاحبة للمهرجان تحسين الخدمات الأساسية في شنقيط عبر بناء وترميم المنشآت التعليمية والصحية، تعزيز شبكتي المياه والكهرباء، وتمويل مشاريع مدرة للدخل.
كما تشمل الجهود دعم القطاع الزراعي، مكافحة التصحر، وترميم المنشآت السياحية والبنية التحتية للمدينة، بهدف تعزيز الدورة الاقتصادية وتثبيت السكان.
ويُعد مهرجان مدائن التراث امتداداً لمبادرة أطلقت عام 2011 لإحياء المدن القديمة في موريتانيا، والتي تشمل شنقيط، وادان، تيشيت، وولاته.
ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي لهذه المدن ودورها التاريخي، إلى جانب دفع عجلة التنمية فيها وتثبيت سكانها من خلال مشاريع تنموية.
وكان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد وصل صباح اليوم إلى مدينة شنقيط التاريخية للإشراف على افتتاح المهرجان.