أدى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ليلة البارحة، زيارة غير معلنة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث قدم تعازيه لأسرة وعشيرة الشيخ عايش الحويان، أحد شيوخ الطريقة الغظفية في الأردن، والذي وافته المنية قبل يومين.
واستُقبل الغزواني في العاصمة عمّان من قبل عدد من شيوخ العشائر الأردنية، وأشاد في كلمة بالمناسبة بمكانة الشيخ الراحل، مشيرًا إلى خصاله الحميدة وجهوده في نشر تعاليم الطريقة الغظفية وتعزيز قيم التصوف والإصلاح.
الحويان والطريقة الغظفية
يُعد الشيخ عايش الحويان من رجالات الطريقة الغظفية، وهي طريقة صوفية تُنسب إلى مؤسسها المجاهد الشريف الشيخ محمد الأغظف بن أحمد بن سالم الداودي، وتمثل مزيجًا بين القادرية والشاذلية.
وقد انتشرت هذه الطريقة من مناطق الحوض الشرقي بموريتانيا في القرن التاسع عشر، قبل أن تمتد إلى دول أخرى مثل الأردن وتركيا، خاصة بعد هجرة بعض أتباعها إلى هناك.
وكان الشيخ الحويان متمسكًا بالمذهب المالكي، شأنه شأن مشايخه، وله مجلس علمي أسبوعي فجر كل جمعة، حيث كان يتلو مع طلابه ومريديه سورتي “يس” و”الكهف” ويتدارسون فقه المالكية، لا سيما من خلال شرح مياره.
علاقات قديمة مع ولد الغزواني
ترجع العلاقة الشخصية بين الشيخ الحويان والرئيس الغزواني إلى فترة تلقي الأخير تدريبات عسكرية في الأردن قبل أكثر من عشرين عامًا.
كما زار الحويان موريتانيا عام 2019، حيث التقى بالغزواني وهنأه بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وأقام عدة أيام في أحد فنادق نواكشوط.
وخلال زيارته، كشف لبعض أتباعه أن عمره آنذاك بلغ 100 عام، وأنه يحفظ بعض الشعر الحساني.
مكانة اجتماعية بارزة
إلى جانب دوره الديني، كان الشيخ عايش الحويان شخصية عشائرية بارزة في جنوب عمّان، وعُرف بإصلاح ذات البين وسخائه الواسع.
كما خدم في الجيش الأردني ضمن سلاح المدرعات قبل أن يقرر مغادرته.
زيارة بعد قمة القاهرة
وصل ولد الغزواني إلى الأردن قادمًا من مصر، حيث شارك في القمة العربية الطارئة، قبل أن يعود إلى نواكشوط مباشرة بعد تقديم التعزية.
تأتي هذه الزيارة لتؤكد عمق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمع بين الرئيس الموريتاني وأتباع الطريقة الغظفية، في ظل امتدادها الجغرافي وتأثيرها الروحي في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.
كما تعكس الزيارة اهتمام الرئيس الغزواني بالعلاقات الصوفية التي تمثل جزءًا من إرثه العائلي، حيث يُعد جده أحد أبرز رموز الطريقة الغظفية في موريتانيا.
ويطرح هذا التحرك تساؤلات حول دور التصوف في الدبلوماسية الروحية، خاصة مع وجود امتداد للطريقة الغظفية في عدة دول، ومدى تأثير ذلك على العلاقات الثقافية والدينية بين موريتانيا وهذه البلدان.