شن مقاتلو «جبهة تحرير ماسينا»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، سلسلة من الهجمات المكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في دولتي مالي وبوركينا فاسو، مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف جيشي البلدين.
واستهدفت هذه الهجمات مواقع عسكرية، وأسفرت عن الاستيلاء على عتاد عسكري من الجيشين، مما يعكس تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.
أحدى الهجمات الرئيسية وقعت فجر الأحد، عندما شن مقاتلو «جبهة تحرير ماسينا» هجومًا على ثكنة تابعة للجيش المالي في منطقة الملكة، شمال غربي مالي، بالقرب من الحدود مع موريتانيا.
الهجوم كان عنيفًا وحقق مكاسب كبيرة للجماعة المسلحة، حيث تمكن المقاتلون من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بعد أن كبدوا الجيش المالي خسائر بشرية.
وقد نشرت الجماعة مقاطع فيديو تظهر السيطرة على الثكنة العسكرية، وسط غياب واضح للقوات المالية التي انسحبت من الموقع.
إلى جانب الهجوم في مالي، نفذ مقاتلو «جبهة تحرير ماسينا» هجومًا آخر يوم الجمعة الماضي في بوركينا فاسو.
واستهدف الهجوم مقرًا تابعًا لميليشيا محلية موالية للجيش البوركيني في منطقة سلانبوري بمنطقة كول بيلوغو.
ووفقًا لمصادر محلية، أسفر الهجوم عن مقتل 8 من عناصر الميليشيا، وإصابة آخرين، بالإضافة إلى استيلاء المهاجمين على 7 قطع سلاح من نوع «كلاشينكوف»، و11 دراجة نارية، وتجهيزات أخرى.
وقد انسحب المقاتلون بعد تنفيذ الهجوم إلى قواعدهم الخلفية في غابة واغادو لتجنب التعرض لأي هجمات جوية أو إمدادات عسكرية قد تصل إلى الجيش البوركيني.
تأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد حدة العنف في منطقة الساحل، حيث تواجه مالي وبوركينا فاسو، إلى جانب النيجر، موجة من الهجمات الإرهابية التي زادت في السنوات الأخيرة.
في مواجهة هذه التحديات، لجأت دول الساحل إلى روسيا للحصول على دعم عسكري وأمني. وقد أبرمت هذه الدول اتفاقيات مع موسكو تضمنت توفير أسلحة ومستشارين عسكريين روسيين، بالإضافة إلى نشر وحدات من مجموعة «فاغنر» الروسية، التي تتولى مهمات محاربة الإرهاب في المنطقة.
إلا أن هذا التحالف مع روسيا أثار جدلًا واسعًا، خاصة في ظل انسحاب القوات الفرنسية من مالي وتصاعد التوترات بين هذه الدول والمجتمع الغربي بقيادة فرنسا.
و تسعى «جبهة تحرير ماسينا»، التي تأسست عام 2015 بقيادة أمادو كوفا، وهو أحد قادة تنظيم «القاعدة» في المنطقة، إلى توسيع نفوذها في غرب أفريقيا.
كوفا، المنحدر من قبائل «الفلان» المنتشرة في مالي ودول الجوار، استغل انتماءه القبلي لاكتساب تأييد واسع من هذه القبائل، مما مكّنه من تجنيد مئات المقاتلين.
وقد نجحت الجماعة في توسيع نشاطها خارج مالي، حيث باتت تشكل تهديدًا كبيرًا في بوركينا فاسو المجاورة، وتسعى إلى توسيع نطاق عملياتها في دول أخرى في المنطقة.