أعلنت وزارات الخارجية في كل من مالي وبوركينا فاسو وتشاد، أعضاء اتحاد دول الساحل، عن تلقيها دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لعقد مشاورات دبلوماسية في موسكو.
ووفقًا لبيان مشترك صادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث، فمن المقرر أن يقوموا بزيارة إلى العاصمة الروسية يومي الخميس والجمعة (3 و4 أبريل الجاري) لحضور أولى جلسات المشاورات بين تحالفهم وروسيا، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي بين الجانبين.
وأوضح البيان أن هذه المشاورات تأتي ضمن “رؤية مشتركة بين رؤساء دول اتحاد الساحل والاتحاد الروسي، تهدف إلى توسيع آفاق الشراكة وتعزيز الحوار السياسي على المستوى الكونفدرالي، بما يدمج ذلك في صلب أجندتهما الدبلوماسية والتنموية والدفاعية، استجابةً لتطلعات شعوب منطقة الساحل.”
ويُنظر إلى هذا اللقاء على أنه خطوة مفصلية في مسار بناء علاقات تعاون وشراكة استراتيجية بين الجانبين، تستند إلى أسس البراغماتية والديناميكية والتضامن في المجالات ذات الاهتمام المشترك، تماشيًا مع خارطة الطريق للسنة الأولى من تأسيس اتحاد دول الساحل، الذي تتولى مالي رئاسته الدورية.
وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت تغيرات جوهرية في المشهد الجيوسياسي لمنطقة الساحل، حيث تدهورت العلاقات بين الدول الثلاث وفرنسا، التي كانت الشريك التقليدي الأبرز لها.
ويعود هذا التوتر إلى عدة عوامل، أبرزها تصاعد الانتقادات المحلية للدور الفرنسي في المنطقة، واتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، فضلًا عن عدم تحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الجماعات المسلحة التي تنشط في الساحل.
في المقابل، سعت روسيا إلى تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، مستفيدةً من تراجع الوجود الفرنسي، وعبر تقديم دعم عسكري وأمني يتماشى مع احتياجات الحكومات المحلية، إلى جانب وعود بتوسيع التعاون الاقتصادي والتنموي.
وشهدت مالي وبوركينا فاسو، على وجه الخصوص، زيادة في التعاون مع موسكو، بما في ذلك الحصول على معدات عسكرية ودعم في مجال التدريب الأمني.
ويأتي هذا التقارب في سياق توجه أوسع نحو تنويع الشراكات الاستراتيجية، حيث تبحث دول الساحل عن حلفاء جدد قادرين على تقديم دعم فعّال في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي تعاني منها المنطقة.