أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، مباحثات في موسكو مع رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، في مستهل زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع مجالات التعاون في ظل تحولات استراتيجية متسارعة بمنطقة الساحل.
وقالت الرئاسة المالية، في بيان، إن اللقاء يندرج ضمن مساعي باماكو وموسكو لتقوية الشراكة في مجالات حيوية، مؤكدة توقيع عدة اتفاقيات تشمل الطاقة والموارد الطبيعية والخدمات اللوجستية والتعاون الإنساني.
من جانبه، أقر الرئيس الروسي خلال اللقاء بضعف حجم التبادل التجاري بين البلدين، لكنه أكد وجود “زخم إيجابي” وفرص واعدة للتعاون المستقبلي، مضيفًا أن روسيا “تحتفظ بعلاقات تقليدية مع مالي عبر قنوات متعددة”، وأنها “ملتزمة بتوسيع هذا الحوار الثنائي”.
وتأتي الزيارة بعد إعلان انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية من مالي، وتولي مهامها مجموعة “فيلق أفريقيا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، في خطوة يرى فيها مراقبون انتقالاً رسمياً للحضور الروسي من الطابع شبه العسكري إلى التعاون المؤسساتي المباشر.
وتشكل مالي، التي شهدت انقلابين في 2020 و2021، إحدى أبرز الدول الإفريقية التي أعادت تموضعها الاستراتيجي بعيداً عن فرنسا، شريكتها السابقة، لصالح تقارب متزايد مع روسيا في مجالي الأمن والدفاع.
وتواجه البلاد منذ أكثر من عقد تحديات أمنية متصاعدة، مع اتساع نفوذ الجماعات المسلحة الموالية لتنظيمي “القاعدة” و”داعش”، وتصاعد الهجمات في الأسابيع الأخيرة على مواقع عسكرية وسط البلاد، ما يجعل من الدعم الروسي أحد مرتكزات سياسة باماكو في مواجهة التهديدات الأمنية والإقليمية المتنامية.