في تدوينة مطوّلة نشرها على صفحته بفيسبوك تحت وسم #عالم_الصحافة، تناول النائب البرلماني محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل واقع الحقل الإعلامي في موريتانيا من منظور شخصي وتجريبي، مسلطًا الضوء على ما وصفه بـ”ثلاث قارات إعلامية” تختلف في المرجعيات والمواقف والتوجهات.
ومن خلال عرض مسيرته المتدرجة من العمل النقابي إلى الحراك المجتمعي ثم السياسة، رسم النائب خريطة نقدية للإعلام الموريتاني، منتقدًا أداء الإعلام الرسمي، ومصنفًا الإعلام الحر بين الموضوعية والانحياز، ومتهمًا فئة ثالثة بتشويه الصحافة واستغلالها لأغراض مالية أو استخباراتية.
واختتم تدوينته بجملة من الأسئلة الجريئة، تساءل فيها عن مدى حيادية الإعلام، وآليات الوصول إلى المنابر الرسمية، ومستقبل الصحافة في ظل ما أسماه بـ”غزو المشوّهين”، متسائلًا ما إذا كان الوسط الصحفي سيتقبل نقده أم سيرد عليه بهجوم مضاد.
نص التدوينة:
#عالم_الصحافة : لماذا ننتقد الأنظمة فقط ؟
دلجت إلى الشأن العام المحتك بالإعلام أول مرة بشكل مباشر عام 2011 عبر #العمل_النقابي ، فكان الحضور الإعلامي للقضية المهنية التي كنت أتبناها صعبا جدا إلا بوسائل لم تكن في المتناول بشكل سهل ، وثنيت تماسا بالإعلام سنة 2014 في طرح مجتمعي جمعوي في #حراك_النصرة ، فتفتقت أمامي أبواب الإعلام إلا ما قل نظرا للأخذ بالأسباب الباطنة والظاهرة ، ثم ثلثت تجاربي المتصلة بالإعلام عام 2018 عبر #باب_السياسة ، فوقفت على واقع الإعلام ، أدائه ، مواكبته ، مرجعياته ، تحفظاته ، تحريره ، تغطيته ، وانتقائيته .
حين نتحدث عن الإعلام لا نبحث عن الميثالية ولا نتطلع إلى الكمال ، لكننا نترقب المعقول المقبول من نخب تصدت لمزاحمة السلطات الجبرية الثلاث بالسلطة الرابعة الاختيارية ، لذلك فإن تفهم قضايا التحرير الخاصة النابعة من إكراهات التمويل والتلاقي الفكري والتحكم المرجعي يعتبر تفهما موضوعيا ، غير أن المجال الصحفي يفرض على سدنته قبول الآخر ليس من باب السبق الصحفي فقط لكن من باب الجزء المتاح من الحياد الشكلي التجميلي .
الخريطة الإعلامية الوطنية تشكل ثلاث قارات تضاريسها مختلفة متباينة متنوعة ، وهذه #القارات_الإعلامية هي :
#أولا : قارة الإعلام الرسمي
الميزة الأساسية لهذه القارة هي غلق الحدود دون أي رأي حر ، إسكاته ، إبعاده ، ملاحقته ، محاصرته ، محاربته ، شيطنته وقتله ، وإعطاء تأشيرات الظهور الإعلامي لكل منافق ، مصفق ، متملق ، نهاب ، جهوي ، قبلي ، محسوبي وزبوني .. بعد تجربة 7 أعوام من عضوية البرلمان لم تستضفني الإذاعة ولا التلفزيون الرسميان في أي برنامج حواري سياسي ، بل على العكس خصصت التلفزة عدة برامج لأعضاء الحكومة لمهاجمتي والرد على مداخلاتي في البرلمان ؛ فالمال العام يتم هدره في هذه القارة بكل فساد دون أي نتيجة .
#ثانيا : قارة الإعلام الحر
في هذه القارة تجد الصحفيين أصحاب الرأي رغم اختلافك معهم ، وأصحاب التجربة بغض النظر عن استغلالهم لها ، وأصحاب المواقف رغم تقلبات الزمن ،
فالميزة الأساسية هنا أن أغلب المسيطرين هم رواد إعلاميون تدرجوا – كل من زاويته – في العمل الصحفي الوطني والدولي مكتوبا ومقروءا ومسموعا مؤسسات وأفرادا ، بغض النظر عن خلفياتهم المتنوعة ، فكانوا بالنسبة لي على النحو التالي :
#الموضوعيون غالبا :
المؤسسات الموضوعية مثل :
– وكالة الأخبار
– صحراء ميديا
– مراسلون
– قناة الساحل
– القلم
-مكتب الغد
ومن الأفراد الموضوعيين صحفيين أمثال عبد الله ممين ومحمد آما .
#المنحازون غالبا :
المؤسسات المنحازة مثل :
– قناة المرابطون
– صحيفة تقدمي ووريثتها قناة TTV
– قناة الوطنية
– مكاتب الإعلام الفرنسي
والانحياز الفردي الصحفي غالب على الكثير تغطية ونشرا وتحريرا ومن أبرز أمثلته الصحفي أحمدو الوديعة الذي يعتبر برامجه ملكا شخصيا له دون أي مراعاة للمخالفين .
#ثالثا : قارة الإعلام المشوِّه :
هذه القارة هي مكان الاكتظاظ التصاريحي والكثرة العددية والنمو المتسارع ، هنا حيث الزيدنة بكل تفاصيلها وحساباتها المصرفية وطمعها وجشعها ، حيث الرصيد هو المتحكم في الحضور والتغطية والنشر ، ومع خواص الزيدنة يظهر عالم الجوسسة بكل مساوئه حيث النشر تشويها والكتابة تخوينا في عالم من الفجور الإعلامي الرهيب ، إذ لا نستطيع حصر الأعداد ولا عد المساوئ ولا التنبؤ بالمستقبل، إنه عالم من تشويه الإعلام وتمييعه وإفساده ، فالصحافة نفسها ضحية عالم هذه القارة قبل الرأي العام والفاعلين في شأنه .
ويبقى #السؤال :
1- هل الإعلام الرسمي للنظام الحاكم يروج لنفسه به ؟
2- هل الإعلام الحر موضوعي إلى حد مقبول ؟
3- لماذا يقبل الإعلاميون بينهم المرتزقة والجواسيس ؟
4- كيف يمكن للمعارضة الولوج للإعلام الرسمي ؟
5- كيف يقبل دعاة حرية التعبير لمؤسساتهم الإعلامية وبرامجهم الصحفية إقصاء المخالفين ؟
6- أي مستقبل للصحافة في ظل غزو مشوِّهيها ؟
7- هل سيتقبل الصحفيون انتقادي لهم أم سيهاجمونني بكل غضب ؟
أ ب ت ث ….
#النائب / محمد بوي الشيخ محمد فاضل