استهل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم السبت، جولة إفريقية تشمل مالي، موريتانيا، السنغال، سيراليون، وغينيا بيساو، حيث بدأ الجولة من العاصمة المالية باماكو.
وخلال لقائه مع الرئيس الانتقالي المالي، العقيد عاصيمي غويتا، ناقش الجانبان العلاقات التاريخية بين البلدين، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية في السودان.
وأكد غويتا استعداد بلاده للتعاون مع السودان في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الإقليمية للتصدي للجماعات المسلحة.
كما عبّر غويتا عن دعمه للسودان في مواجهة التحديات التي وصفها بأنها “استهداف لأمنه واستقراره”، مشيراً إلى وجود أطراف تسعى للاستفادة من موارد السودان.
الجولة تأتي في ظل استمرار الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تسببت في أزمة إنسانية كبيرة، شملت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى نزوح الملايين داخلياً وخارجياً.
وتُعد هذه الجولة امتداداً لجهود البرهان لتعزيز علاقات السودان مع دول القارة الإفريقية، بعد زيارات سابقة شملت مصر، وجنوب السودان، وإريتريا،و أوغندا، وعدداً من الدول الأخرى.
كما تبرز الجولة التنافس الدبلوماسي بين البرهان وخصمه الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي أجرى جولة إفريقية العام الماضي سعياً لحشد دعم إقليمي.
زيارة مالي تحمل أيضاً دلالات استراتيجية، إذ تتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا، وهو ما ينسجم مع التقارب المتزايد بين الخرطوم وموسكو في الآونة الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، يسعى البرهان لتأكيد انفتاحه على الجهود الإفريقية لحل الأزمة السودانية، في ظل تعثر الوساطات الدولية.