كشفت دراسة جديدة عن أنّ ملعقة من زيت الزيتون يوميًا قد تُقلّل من خطر الوفاة بسبب الخرف.
ووجدت الدراسة التي وضعها علماء من جامعة هارفارد، ونُشرت في مجلة JAMA Network Open، الإثنين، أنّ تناول ما لا يقل عن 7 غرامات، أي ما يزيد قليلاً عن نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يوميًا، من قبل أكثر من 92 ألف بالغ تمت مراقبتهم على مدار 28 عامًا، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28٪، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا زيت الزيتون مطلقًا أو نادرًا.
في بداية الدراسة، كان المعدل الوسطي لعمر المشاركين في البحث 56 عامًا. وضمّت المجموعة نحو 60,600 امرأة شاركن في دراسة صحة الممرضات بين عامي 1990 و2018، وما يقرب من 32,000 رجل شاركوا في دراسة متابعة المهنيين الصحيين خلال الفترة ذاتها. بحثت الدراسة الأولى في عوامل الخطر للأمراض المزمنة الرئيسية بين النساء في أمريكا الشمالية، بينما بحثت الأخيرة في عوامل الخطر للأمراض المزمنة الرئيسية للرجال.
قام مؤلفو الدراسة الأخيرة بتقييم النظام الغذائي للمشاركين كل أربع سنوات من خلال استبيان ومؤشر الأكل الصحي البديل، الذي يحدد تصنيفات الأطعمة والعناصر الغذائية التي تنبئ بالأمراض المزمنة. وكلما ارتفعت درجات شخص ما في هذا المؤشر، كلما كان ذلك أفضل.
أما استبدال 5 غرامات، أي حوالي 1.2 ملعقة صغيرة من السمن أو المايونيز المستهلكة يوميًا بزيت الزيتون، فقد ارتبط بانخفاض خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة تراوحت بين 8 و14٪. ووجد الباحثون أن نتائج استبدال السمن أو المايونيز المستهلكة بالزيوت النباتية أو الزبدة لم تكن مهمة.
كان المشاركون الذين يحملون جين APOE e4، وهو أقوى عامل خطر وراثي معروف لمرض الزهايمر، أكثر عرضة للوفاة بسبب الخرف بمعدل خمس إلى تسع مرات مقارنة بالأشخاص الذين لا يتواجد لديهم هذا الجين، لكن النتائج المتعلقة بزيت الزيتون بقيت سارية بعدما أخذ الباحثون هذا العامل في الاعتبار.
وأشار دوان ميلور، اختصاصي تغذية مسجل وغير مشارك في الدراسة، في يوليو/ تموز إلى أن البحث لا يثبت وجود علاقة سببية. وأضاف ميلور، وهو مدير كلية أستون الطبية للتغذية والطب المبني على الأدلة في جامعة أستون بالمملكة المتحدة، في بيان صحفي أن “هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث”.
خفض خطر الإصابة بالخرف
وقالت تيسييه إن فوائد زيت الزيتون المحتملة لصحة الدماغ مردّها إلى المركّبات المضادة للأكسدة التي يمكن أن تعبر حاجز الدم في الدماغ، ما يؤثر بشكل مباشر على الدماغ.
وأضافت: “يمكن أيضًا أن يكون لزيت الزيتون تأثير غير مباشر على صحة الدماغ من خلال إفادة صحة القلب والأوعية الدموية”.
ورغم أنّ جودة النظام الغذائي الإجمالي للمشاركين لم تحدث فرقًا في النتائج، إلا أنّ من يستهلكون زيت الزيتون قد يكون لديهم أنماط حياة أكثر صحة بشكل عام.
وكان ديفيد كيرتس، الأستاذ الفخري بعلم الوراثة والتطور والبيئة في جامعة “كوليج لندن”، قد أفاد في بيان سابق صدر بشهر يوليو/ تموز، أنّ “هناك الكثير من الاختلافات بين الأشخاص الذين يستهلكون زيت الزيتون ومن لا يستهلكونه، وليس ممكنًا أبدًا تفسير جميع العوامل المربكة المحتملة بشكل كامل”.
إلى ذلك، سجّل نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي في إطار تقييم جودة النظام الغذائي، تسع نقاط “فقط”، وهذا يعتمد على متوسط ما يتناوله السكان، بحسب ما صرّح ميلور لـCNN في مقابلة أجريت في مايو/ أيار.
وأضاف ميلور: “قد يكون أكثر دقة استخدام تقييم النظام الغذائي الذي ينظر إلى عدد أكبر من الأطعمة، حيث أن أكثر من (تسعة) عناصر تشكل نظامًا غذائيًا صحيًا”.
من جانبه، أوضح كيرتس أن هناك نقطة مهمة أخرى يجب أخذها في الاعتبار، مفادها أن حوالي نصف عدد حالات الخرف ناجمة عن أمراض الأوعية الدموية.
واعتبر كيرتس أن “أي شيء يحسن صحة القلب والأوعية الدموية، مثل عدم التدخين، يُتوقّع أن يقلّل من خطر الإصابة بالخرف. لقد ثبت أن استهلاك زيت الزيتون يرتبط بتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، لذلك يتوقع المرء أن يرتبط أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف”.
ومعلوم أن زيت الزيتون مفيد لصحة القلب، والدماغ، والعظام، وغيرها. ويمكن استخدام زيت الزيتون بالطهي، أو استخدامه لصنع تتبيلة السلطة، أو الخل، أو المايونيز، أو البيستو. وقال ميلور إنه يجب على الناس أن يتذكروا أيضًا أنه عندما يتعلق الأمر بالطعام ووظيفة الدماغ، فإن الأمر لا يتعلق فقط بما نتناوله، ولكن كيف نتناوله.
وأكدّ ميلور ان “التواصل الاجتماعي من خلال تناول الطعام مع الآخرين، يمكن أن يفيد صحتنا العقلية على المدى القصير، والوظيفة الإدراكية مع تقدمنا في العمر”.