الوزير و الدبلوماسي السابق يكتب على صفحته على الفيسبوك  عن:

ثقافة المقاهي في نواكشوط : تحول في العقليات و قطيعة بين الاجيال 

ذهبت اليوم مع جماعة من قدماء الاصدقاء و زملاء العمل الذين تجاوزا. أو بلغوا سن التقاعد المهني و آخرون منهم لما. يلحقوا بهم يوجدون في حالة تقاعد سريري إلى احدى المقاهي الراقية التي انتشرت في السنوات الأخيرة بالعاصمة .
و في الطريق إلى المقهى لاحظ أحدهم بان الجماعة على و شك الانتقال من مرحلة الكهولة إلى مقام الشيخوخة الذي يتعين على صاحبه لزوم السبحة و اماكن العبادة.
و قد احتج صاحبنا بمقولة ” من تركته سن. فليتركها ” مشيرا. إلى اننا عرفنا المقاهي بأنواعها في جميع بقاع العالم عرفناها بالشرق و بالغرب في ليالي نهر النيل و في أيام نهر السين و عرفناها في عهد كان الاهالي يعتقدون انها. لا تليق بامثالنا و كان يعيرون من يشرب. أو ياكل فيها بقولهم : العياذ. بالله فلان شفتو. اليوم. ف لستروان ( Restaurant ) ….
و رغم احتجاج صاحبنا استقر رأي الجماعة. على الذهاب إلى المقهى ليس لاحتساء القهوة ( و القهوة او الكهوه بالكاف المعقدة هي كلمة عربية اصيلة صارت تطلق عندنا. على خلاء. كقولهم. خلانا. فالكهوه ..و اصل ذلك أن الكهوه تطلق عند.العرب على خلوة. يتم. فيها تناول القهوة).
و لكن. أيضا لجلسة تذاكر نتبادل خلاها اطراف الحديث ..و لهذا الغرض اخترنا الانزواء في احدى قاعات المقهى .
و يبدو ان وجودنا لم يكن مريحا للشباب الذين هم جمهور المقهى المفضل فقد لاحظنا أن كل ما اطل أحدهم أو كلما أطلت احداهن على القاعة المذكورة يتقاعس أو تتقاعس عنها ..و من باب. حسن. الظن. اعتقد. ان ذلك يعود. إلى توقيرهم لنا ( و ليس نفورا من ريحة لكهوله ) ..
و كان من الواضح أن تصرفهم يعكس قطيعة بين الاجيال لكنه يعكس أيضا بقية اخلاق في المجتمع التي تملي علبهم،” السحوة” أو الحياء في حضرة كبار السن و هذا أمر إيجابي بحد ذاته لكن النفور من جلسات الكبار قد. يحرمهم من أحاديث مفيدة للغاية و عليه اعتقد انه. ما. دام. التدخين ممنوعا. في المقهى. فلا بأس من. اقتراب الشباب من طاولات كبار السن و من المفيد أن يسترقوا السمع لكلامهم عن الفائتات ففيه اخبار و معلومات قد تهمهم و تنفعهم و في خرفهم ( ادكديد الراص ) لهو و تجارة …
اترك تعليقاً

Exit mobile version