أعلنت سلطات بوركينا فاسو، أول أمس الثلاثاء، تعليق بث محطة “تي في 5 موند” الناطقة بالفرنسية، مدة ستة أشهر، وتغريمها مبلغ 50 مليون فرنك أفريقي (نحو 76 ألف يورو)، بعد أن اتهمتها ببث «صريحات مغرضة» في برنامج تناول الوضع الأمني في البلاد.

وفى وقت سابق اتخذت السلطات إجراءات مماثلة بحق عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، لا سيما الفرنسية منها، بعضها تم منعها من العمل في البلاد بشكل نهائي.

وجاء تعليق بث القناة الفرنسية بعد استضافتها للصحافي والرئيس السابق للجنة الانتخابية في بوركينا فاسو بين 2014 و2021، نيوتن أحمد باريي، في نشرة أخبار مساء الإثنين.

وخلال النشرة، سُئل باريي، الذي ينتقد النظام العسكري الحاكم، عن الوضع الأمني في بوركينا فاسو بشكل خاص، بعد مضي أسبوع على هجوم جهادي استهدف عسكريين ومدنيين في مانسيلا في شمال شرق البلاد قرب النيجر، وأعلنت  جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عنه.

وأصدر المجلس الأعلى للاتصال بيانا انتقد فيه استضافة المعارض البوركينابي وقال إنه «رصد تلميحات مغرضة وكلاماً متحيزاً يلامس التضليل الإعلامي وتصريحات من شأنها التقليل من أهمية الجهود التي تبذلها السلطات الانتقالية وقوات الدفاع والمواطنين في مسعاها لاسترداد الأراضي الوطنية».

وسبق أن علق عمل محطة “تي في 5 موند” مدة أسبوعين في 28 إبريل 2024، لبثّها تقريراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش يتهم الجيش “بممارسات” في حق مدنيين، وعلق موقعها الإلكتروني، مع ستة مواقع إخبارية أخرى للأسباب نفسها “حتى إشعار آخر”.

ويأتي هذا في وقت تم الإعلان فيه عن وصول عشرات المدربين الروس الثلاثاء إلى بوركينا فاسو، قادمين من مالي المجاورة.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية أفريقية “وصلت طائرتان تقلان مدربين روسا إلى بوركينا بسبب الوضع”، مضيفة أن الرحلات جاءت من مالي المجاورة (التي شهدت بدورها انقلابا وتقاربا متسارعا مع موسكو).

ومصطلح “المدربين” يستخدم للإشارة إلى مقاتلين سابقين من مجموعة المرتزقة الروسية “فاغنر”، التي أعيد تنظيمها وباتت تعرف باسم “فيلق أفريقيا”.

وجاء وصول المدربين الروس في وقت تسري فيه شائعات منذ أيام حول “تمردات في بعض الثكنات العسكرية”، نفاها الجيش مساء الثلاثاء معتبرا أنها “كاذبة ولا أساس لها”.

وتواجه بوركينا فاسو، على غرار جارتيها النيجر ومالي منذ عقد من الزمن تقريباً، هجمات مسلحة، أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح مليونين.

اترك تعليقاً

Exit mobile version