قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إن حالة الأمن الغذائي في العالم “مرعبة”، مشيراً إلى أن الفقر الحاد زاد لأول مرة منذ عقود، حيث ارتفع عدد الجياع بأكثر من 152 مليون شخص منذ عام 2019.
وأضاف، ولد الغزواني خلال كلمته في القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين المنعقدة في ريو دي جانيرو، أن إفريقيا تعد الأكثر تضرراً من هذه الأزمات.
ولفت فى كلمته إلى أن واحد من كل خمسة أشخاص يعاني من نقص التغذية، مع توقعات بزيادة العدد إلى أكثر من 300 مليون إفريقي يعانون من نقص مزمن في التغذية بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وأوضح أن الوضعية الغذائية الصعبة في إفريقيا تنبع من عوامل متعددة ومتداخلة، أبرزها الاختلالات الاقتصادية التي تولد هشاشة وفوارق اجتماعية، إضافة إلى الصراعات المسلحة، وعدم الاستقرار السياسي، والنمو السكاني المتسارع، وآثار التغيرات المناخية كالجفاف والفيضانات وضعف الإنتاج الزراعي.
وأكد الرئيس الغزواني أن مكافحة الجوع والفقر تتطلب جهوداً جماعية وتعاوناً دولياً فعالاً، مشيراً إلى أن تعزيز الزراعة المستدامة، وأنظمة الحماية الاجتماعية، والاستثمار في البنية التحتية، والتعليم، والتكيف مع التغير المناخي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن الاتحاد الإفريقي يعمل على تشجيع الشراكات الدولية والقارية وتنفيذ إصلاحات تضع مكافحة الفقر والجوع في صدارة الأولويات.
وأوضح أن الاتحاد وضع استراتيجية شاملة للتنمية الزراعية الإفريقية للفترة 2026-2035، بالإضافة إلى إعداد إعلان كمبالا التكميلي، الذي سيتم اعتماده في الجمعية الاستثنائية المقبلة في يناير، بهدف زيادة الوعي بمبادرة “التحالف العالمي ضد الجوع والفقر”.
وأشار الرئيس إلى أن الاتحاد الإفريقي مستعد للتعاون مع الرئاسة البرازيلية وأعضاء مجموعة العشرين لتفعيل التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، معلناً جاهزية الاتحاد لإنشاء مكتب إقليمي إفريقي يكون مركزاً لتعزيز هذا الجهد العالمي.
واختتم الغزواني كلمته بتأكيد أهمية التكاتف الدولي لمواجهة التحديات العالمية، مشيداً بقرار مجموعة العشرين اعتماد الاتحاد الإفريقي عضواً دائماً، معتبراً ذلك خطوة استراتيجية نحو حوكمة دولية أكثر شمولاً ودعماً للتنسيق العالمي.