دشن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الاثنين، من قرية “اشكارة” بضواحي مدينة روصو، مشروع كهربة المناطق الزراعية في الضفة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الرابعة والستين للاستقلال الوطني.
ويهدف المشروع إلى دعم الإنتاج الزراعي في ولايتي الترارزة والبراكنة من خلال توفير الطاقة الكهربائية للمزارعين، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق.
ويعد المشروع استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية، حيث يتضمن إنشاء 300 كيلومتر من شبكة الجهد المتوسط الهوائية (33 كيلوفولت) و60 كيلومترًا من شبكة الجهد المنخفض الهوائية، إضافة إلى بناء ثلاث محطات تحويل كهربائية من النوع H59 بجهد 33/0.4 كيلوفولت وبطاقة 630 كيلوفولت أمبير لكل محطة. كما يتضمن تركيب 40 محولًا هوائيًا من النوع H61 لدعم التوزيع الكهربائي في المناطق المستهدفة.
وبلغت كلفة المشروع 3.09 مليار أوقية قديمة، بتمويل من الخزينة العامة للدولة. وكان من المفترض أن يتم تسليم المشروع في يونيو 2023، ولكن تم تأجيله إلى نوفمبر 2024 بسبب بعض التحديات الفنية والإدارية.
وقد تولت تنفيذ المشروع كل من الشركة الموريتانية للكهرباء “صوملك” وشركة GENISEVICE، حيث تولت “صوملك” تنفيذ جزئين من المشروع، فيما تولت “GENISEVICE” تنفيذ الجزأين الآخرين.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع بشكل كبير في خفض تكاليف الري بنسبة تصل إلى 30%، مما سينعكس بشكل إيجابي على أسعار المنتجات الزراعية والغذائية.
كما سيؤدي المشروع إلى تحسين ظروف الحياة للمزارعين من خلال توفير طاقة كهربائية منخفضة التكلفة ومستدامة، مما يقلل من الاعتماد على المولدات التي تعمل بالديزل، وهو ما سيسهم في تقليل التكاليف التشغيلية ويحد من التأثير البيئي الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري.
ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز الصناعات الزراعية في المنطقة، حيث سيوفر الطاقة اللازمة لإنشاء وحدات صناعية تحويلية، مثل مصانع التبريد ومعالجة المنتجات الزراعية.
من جانب آخر، يعتبر هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق السيادة الغذائية في موريتانيا، من خلال تحسين البنية التحتية الزراعية وزيادة الإنتاجية، مما يعزز قدرة البلاد على تلبية احتياجاتها الغذائية المحلية.
ووفقا لمصادر رسمية، يعكس هذا المشروع التزام الحكومة الموريتانية بتطوير القطاع الزراعي ودعمه باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
