المصدر نيوز (أبيدجان) – شاركت موريتانيا، صباح اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025، في افتتاح الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، المنعقدة هذا العام في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، بوفد رفيع يقوده وزير الاقتصاد والمالية، سيد أحمد ولد أبُوه.
وشهد حفل الافتتاح حضورًا واسعًا لشخصيات سياسية ومالية إفريقية ودولية، تقدّمهم الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، ومحافظي البنك، وممثلي المؤسسات التنموية والمالية الإقليمية والدولية، وسط مشاركة أكثر من 5000 مندوب من 91 دولة.
ويُعقد هذا الاجتماع السنوي تحت شعار: “تحقيق أقصى استفادة لأفريقيا من رأس مالها لتعزيز تنميتها”، وهو شعار يعكس توجّه البنك نحو دعم التحول الهيكلي للقارة، من خلال تعبئة مختلف مواردها البشرية والطبيعية والمالية والتجارية، واستقطاب تدفقات رأس المال الخارجي لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة.
وتضمن اليوم الأول من الاجتماعات جلسات نقاش رفيعة المستوى، أبرزها حوار سياسي حول سبل تعبئة رأس المال الإفريقي، بالإضافة إلى إطلاق النسخة الجديدة من تقرير “التوقعات الاقتصادية الإفريقية لعام 2025”، كما عقد مجلس المحافظين جلسات مخصصة لمراجعة التقارير المؤسسية وانتخاب المديرين التنفيذيين، إلى جانب عرض التقرير السنوي لفعالية التنمية.
وتكتسي مشاركة موريتانيا في هذا الموعد الإفريقي أهمية خاصة، في ظل سعيها إلى توسيع شراكاتها الاستراتيجية وتعبئة التمويلات اللازمة لدعم أولوياتها الاقتصادية الكبرى، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة إفريقيا 2063.
وفي سياق متصل، قدّمت موريتانيا ترشيح الدكتور سيدي ولد التاه لرئاسة مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، بعد انتهاء مأمورية الرئيس الحالي.
ويُعد ولد التاه من أبرز المرشحين لهذا المنصب، حيث شغل سابقًا منصب وزير للاقتصاد، ثم تولى رئاسة المصرف العربي للتنمية في إفريقيا، وحقق خلال ولايته مجموعة من الإنجازات النوعية.
من أبرز هذه الإنجازات: رفع رأس مال المصرف بنسبة 376%، وتسجيل قفزة قياسية في حجم التمويلات السنوية، بحيث مثّلت 75% من إجمالي التمويلات في تاريخ المؤسسة، إلى جانب الحصول على تصنيف ائتماني ممتاز (AAA)، وتنويع الاستثمارات لتشمل قطاعات البنية التحتية، الزراعة، الصحة، التعليم، التجارة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة نقاشات حاسمة بشأن اختيار الرئيس الجديد للمجموعة، وسط تنافس إقليمي متصاعد على هذا المنصب البارز في مستقبل التنمية الاقتصادية بالقارة الإفريقية..
