وضع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أمس الاثنين، حجر الأساس لمشروع الصرف الصحي في العاصمة نواكشوط (القطب أ)، الذي يعد جزءًا من خطة شاملة لتحديث البنية التحتية في المدينة.

ومن المتوقع أن يكتمل المشروع خلال 45 شهرًا، بتمويل يصل إلى 77 مليار أوقية من ميزانية الدولة الموريتانية، بينما تتولى تنفيذه شركة “CMEC”.

وسيغطي المشروع مقاطعات رئيسية في العاصمة، تشمل تفرغ زينه، والسبخة، ولكصر، وأجزاء من مقاطعتي الميناء وتيارت، بينما ستستفيد باقي مقاطعات نواكشوط بشكل غير مباشر عبر تصريف مياه البحيرة، ما يسهم في تحسين الظروف البيئية والصحية لسكان المدينة.

ويتكون المشروع من مكونتين أساسيتين: المكونة الأولى خاصة بالصرف الصحي المنزلي، وتشمل إنشاء غرف وفتحات للصيانة، بالإضافة إلى تحويل الشبكات القائمة، بما فيها شبكات الهاتف، ومياه الشرب، والكهرباء، والصرف الصحي، فضلاً عن إزالة وتفكيك الأنابيب القديمة الواقعة ضمن مسار الشبكة الجديدة.

أما المكونة الثانية فهي مخصصة لتصريف مياه الأمطار، وتتضمن تركيب 15,747 مترًا طوليًا من القنوات الخرسانية المسلحة بأطوال تتراوح بين 300 و8,700 متر، وتوريد وتركيب 1,654 مترًا طوليًا من أنابيب “HDPE” أو “PRV” بقطر 1,000 مم، إلى جانب بناء 5 محطات لضخ ورفع المياه بمعدلات تدفق تتراوح بين 150 لترًا/ثانية و730 لترًا/ثانية، وارتفاع يتراوح بين 7 و13 مترًا.

يأتي هذا المشروع ضمن جهود الحكومة الموريتانية لعصرنة مدينة نواكشوط وتسهيل ظروف الحياة لسكانها، حيث أعلنت الحكومة  نوفمبر الماضي عن تخصيص 50 مليار أوقية قديمة لتطوير المدينة وزيادة جاذبيتها، ومن ضمن هذه الخطة، تم رصد 764 مليون أوقية جديدة لتحسين خدمات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

وخلال حفل وضع حجر الأساس، أكدت وزيرة المياه والصرف الصحي، آمال بنت مولود، أن بدء الأعمال الهيكلية قد يتسبب في بعض الاضطرابات المؤقتة في الخدمات العمومية، داعية المواطنين إلى تفهم أهمية هذه المرحلة في سبيل تحسين البنية التحتية للمدينة.

وأضافت الوزيرة أن مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني شهدت تحقيق “مكاسب هامة” في قطاعي المياه والصرف الصحي على مستوى البلاد، تمثلت في إطلاق مشاريع هيكلية جديدة وتسريع تنفيذ المشاريع القائمة، ما يعكس التزام الحكومة بتلبية احتياجات السكان وتحسين ظروفهم المعيشية.

ويُعد مشروع الصرف الصحي خطوة حاسمة نحو تعزيز البنية التحتية الحضرية لمدينة نواكشوط، حيث يسهم في مكافحة تجمعات المياه الراكدة، التي تشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا، بالإضافة إلى تخفيف أعباء الفيضانات وتحسين شبكات الصرف الحالية.

كما يهدف المشروع إلى زيادة فعالية استغلال الموارد، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة للحكومة الموريتانية.

وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات المدن الموريتانية وتحسين جودة الحياة، عبر الاستثمار في البنى التحتية الأساسية.

اترك تعليقاً

Exit mobile version