ألقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم الخميس محاضرة أمام طلاب معهد العلوم السياسية في باريس (SciencesPo)، تحت عنوان “الحفاظ على بلد ينعم بالسلام في منطقة للصراع”.
المحاضرة، التي ألقيت في المدرج الجامعي “أميل بوتني”، جاءت ضمن فعاليات منتدى “يوم إفريقيا” الذي أُقيم على هامش القمة الفرانكفونية تحت شعار “متحدون من أجل إفريقيا، لاستلهام التميز”.
واستعرض ولد الغزواني خلال المحاضرة تجربة موريتانيا في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، مشيراً إلى التدابير الوطنية التي تم اعتمادها لاحتواء هذه الظاهرة.
وشدد على أن النجاح في هذا المجال كان نتيجة تبني مقاربة شاملة، تدمج بين الحلول الأمنية والاستراتيجيات التنموية والفكرية، موضحًا أن التصدي لهذه التحديات لم يكن مقتصرًا على الجانب العسكري، بل شمل أيضًا تعزيز الحوار المجتمعي ومحاربة الفكر المتطرف من جذوره.
وأضاف ولد الغزواني أن موريتانيا نجحت في تطبيق استراتيجيات جماعية بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، مشددًا على أن الأمن في منطقة الساحل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهود المشتركة بين دول المنطقة.
وأكد أن موريتانيا لعبت دورًا محوريًا في هذه الجهود الإقليمية من خلال تبني سياسات متوازنة تُعزز الاستقرار في ظل الأزمات التي تعاني منها دول الجوار.
وركز ولد الغزواني خلال عرضه على الدروس الرئيسية المستفادة من تجربة موريتانيا، مشددًا على أهمية التعاون الجماعي في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأشار إلى أن الإرهاب والتطرف يشكلان تحديًا عالميًا يتطلب مواجهة شاملة، خصوصًا في إفريقيا ومنطقة الساحل، حيث يعتبران التحدي الرئيسي الذي يهدد الاستقرار والتنمية.
ونبه الرئيس إلى أن الدول الإفريقية بحاجة إلى تعزيز التنسيق والعمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات الأمنية، مشيرًا إلى أن نجاح موريتانيا في الحفاظ على الاستقرار في منطقة مليئة بالصراعات يُعد نموذجًا يحتذى به.
كما أكد أن الاستقرار والأمن هما الأساسان الرئيسيان لتحقيق الأهداف التنموية التي تسعى إليها الدول الإفريقية.
وتطرق ولد الغزواني إلى التحديات العالمية الكبرى، مثل التغير المناخي والتفاوت الاقتصادي، وقال للطلاب الحاضرين، الذين وصفهم بأنهم “صناع قرار المستقبل”، إن مسؤولية مواجهة هذه التحديات تقع على عاتقهم.
كما حثّهم على التفكير في حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المستقبلية التي ستواجه القارة الإفريقية والعالم بأسره.
وفي ختام المحاضرة، أتيحت الفرصة للطلاب لطرح أسئلة على الرئيس ولد الغزواني، حيث تناولت الأسئلة عدة قضايا، من بينها رؤية موريتانيا لمستقبل الأمن في منطقة الساحل، ودور التعليم والتنمية في مكافحة التطرف.
ورد الرئيس بشكل مفصل على كل سؤال، مؤكدًا على أهمية التعليم كأداة محورية في التصدي للفكر المتطرف، وعلى أن التنمية المستدامة هي الضمانة الأساسية للاستقرار طويل الأمد.
ويهدف المنتدى إلى تشجيع المواهب الشابة على المشاركة في تنمية القارة الإفريقية، من خلال تقديم محاضرات وندوات تناقش التحديات التنموية التي تواجه القارة، وتوثيق النجاحات التي تحققت.
وتناول المنتدى موضوعات تتعلق بالتنمية الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الثقافية، والتكنولوجية، إلى جانب قضايا التغير المناخي وتأثيره على القارة.
حضر المنتدى عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية الناني ولد اشروقه، وأعضاء الوفد المرافق للرئيس.
كما استقبل الرئيس عند وصوله إلى معهد العلوم السياسية كل من مدير المعهد السيد لويس فاسي، وعميدة كلية الشؤون الخارجية السيدة أرانشا غونزاليس، والمديرة العامة للمؤسسة الفرنسية الأفريقية السيدة نشوات مغوار.