ينعقد منذ يومين اجتماعا استثنائيا لحزب تكتل القوى الديمقراطية، في جو من الانقسام غير مسبوق في تاريخ واحد من أعرق أحزاب المعارضة الموريتانية، وسط بيانات وتسجيلات من رئيسه أحمد ولد داداه تارة تدعم المؤتمر وأحيانا تؤجله.
حين كانت الضبابية تجتاح المقر المركزي للحزب، حيث ينعقد المؤتمر الاستثنائي بغياب قيادات في الحزب رافضة له، حضر أحمد ولد داداه فيما يشبه المفاجأة التي لم تكن متوقعة، فالرجلُ كان قبل ساعات قد أصدر بيانًا يؤجل المؤتمر، ليزيد بذلك الضبابية والغموض حول مستقبل الحزب.
فور وصول ولد داداه، علت فرحة غير مفتعلة وجوه الحاضرين، وارتفعت الهتافات باسمه كزعيم تاريخي ورئيس للحزب لا جدال في شرعيته، ولكن مع الوقت بدأت تظهر مشاعر العتب على محاولة اختطافه من طرف “طرف آخر”.
كان بعضُ الحاضرين لا يخفون مشاعر العتب، ويقولون بكل صراحة إنهم يرفضون ما سموه «انفراد طرف به ويستغله في الصراع والانقسام الحاصل».
قرارات متناقضة
قبل ساعات من انعقاد المؤتمر، نشر مقطع مصور من ولد داداه يقول فيه إن المؤتمر المنعقد «غير شرعي وليس ملزما للحزب».
هذا التصريح أثار جدلا كبيرا داخل المؤتمر، إذ اقترح البعض إما أن يعتبروا ولد داداه رئيسا وقراراته كلها ملزمة وإما اختيار المواجهة والمضي في الاجتماع، وفي الأخير اتفقوا على مواصلة المؤتمر.
وقال رئيس اللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر محمد عبد الله ولد اشفاغه لـ«صحراء ميديا» إن اللجنة شكلها ولد داداه بمبادرة «شخصية منه وأوكل لها عقد المؤتمر ولم يصلها أي قرار منه بتأجيل أو إلغاء، وكلما صدر من بيانات غير ملزم لها».