قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، إن العلاقات بين موريتانيا وجمهورية الصين الشعبية شهدت خلال العام الماضي نقلة نوعية، تمثلت في إصدار إعلان مشترك ارتقى بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأضاف الوزير، في كلمة ألقاها صباح اليوم الجمعة خلال حفل استقبال نظمته السفارة الصينية بنواكشوط بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أن موريتانيا أرست منذ 19 يوليو 1965 أسس علاقة متميزة مع الصين، نمت وازدهرت بروح من الثقة والالتزام والتضامن، حتى أصبحت نموذجًا ناجحًا للتعاون جنوب-جنوب، ومثالًا في تكييف الشراكات الدولية لخدمة تطلعات الشعوب في التنمية والكرامة.وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين تطور بشكل نوعي، حيث شمل مشاريع كبرى في البنية التحتية من طرق وموانئ ومنشآت طاقوية، إضافة إلى تعاون مثمر في قطاعي المعادن والطاقة، خاصة في مجالي الحديد والنفط، فضلًا عن دعم متزايد لقطاعات الزراعة والصيد البحري.
وأوضح ولد مرزوك أن التعاون لم يقتصر على الجوانب الاقتصادية، بل شمل أيضًا المجال الثقافي والإنساني، من خلال منح دراسية مكنت العديد من الطلاب الموريتانيين من التكوين في الجامعات الصينية، إلى جانب البعثات الطبية الصينية التي أسهمت في تحسين الخدمات الصحية وترك أثر بالغ في حياة المرضى الموريتانيين.وأكد أن العلاقات بين نواكشوط وبكين تميزت على مدى العقود الستة الماضية بزخم سياسي قوي وتنسيق وثيق في القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن موريتانيا ظلت ثابتة في دعمها لمبدأ “الصين الواحدة” ووقوفها إلى جانب الصين في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
كما نوه بالدعم الصيني لمشاريع التنمية في موريتانيا، ومساهمتها في بناء القدرات الوطنية في مختلف المجالات، مضيفًا أن الدينامية الدبلوماسية بين البلدين تجاوزت الإطار الثنائي لتشمل التعاون متعدد الأطراف، خاصة من خلال الدعم المتبادل في المحافل الدولية وتطابق وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية، كان آخرها انضمام البلدين كعضوين مؤسسين للمنظمة الدولية للوساطة في مايو الماضي.
السفير الصيني: العلاقات قائمة على الثقة والاحترام والدعم المتبادل
من جانبه، قال سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى موريتانيا، تانغ تشونغ دونغ، إن العلاقات الموريتانية-الصينية تقوم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتتميز بثقة سياسية متبادلة ودعم متواصل للقضايا الجوهرية للطرفين.وأوضح السفير أن العلاقات الثنائية دخلت مرحلة جديدة من التطور الشامل في السنوات الأخيرة، بفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين شي جين بينغ ومحمد ولد الشيخ الغزواني، حيث ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بعد ثلاثة لقاءات جمعت قائدي البلدين خلال عامين فقط، ما فتح آفاقًا واسعة لتوسيع التعاون.
وأشاد السفير بموقف موريتانيا الداعم بقوة لمبدأ “الصين الواحدة”، ومساندتها للمبادرات الصينية في الشؤون الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن الصين ستواصل دعم موريتانيا في جهودها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
حضور رسمي بارز
وقد شهد الحفل حضورًا حكوميًا رفيعًا، حيث شارك فيه وزراء الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، حننه ولد سيدي، والصحة عبد الله ولد وديه، والتحول الرقمي وعصرنة الإدارة أحمد سالم بده أتشفغ، والتجهيز والنقل اعل ولد الفيرك، إلى جانب مفوضة الأمن الغذائي فاطمة بنت خطري، ما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين وعمق الروابط السياسية والدبلوماسية التي تجمعهما.
وجرى الحفل في أجواء احتفالية طغى عليها الطابع الدبلوماسي والرسمي، وعبّر خلالها الطرفان عن تطلع مشترك إلى مزيد من التعاون والتنسيق خلال السنوات القادمة.