قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن دول الساحل لن تتمكن من القضاء على الإرهاب والعنف إلا من خلال تنسيق جماعي شامل يجمع بين الأبعاد الأمنية والتنموية والاجتماعية والفكرية، مشدداً على أن الاستقرار السياسي والاقتصادي يمثل الحصانة الأقوى ضد أي فوضى أو تحولات غير ديمقراطية.
وأوضح الغزواني، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نُشرت اليوم، أن منطقة الساحل تمر بمرحلة دقيقة تتسم بالهشاشة الأمنية وتفاقم التحديات الاقتصادية، مضيفاً أن إعادة صياغة التحالفات الإقليمية أثّرت على البنية الجماعية للدول وأضعفت التنسيق في مواجهة الأزمات.
وأشار إلى أن مجموعة دول الساحل الخمس لم تعد قائمة بصيغتها السابقة، لكن المبادئ التي تأسست عليها—من تنسيق الجهود الأمنية والتنموية—ما زالت قائمة، مبرزاً ضرورة تطويرها لمواكبة المتغيرات.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الإقليمية، اعتبر الغزواني أن الأزمة الليبية تظل محوراً أساسياً في معادلة الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، مؤكداً أن عدم استقرار ليبيا يعني استمرار التوتر في الإقليم برمته. وأوضح أن موريتانيا، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، دعمت المسار السياسي الليبي وسعت إلى توحيد الموقفين الإفريقي والدولي من أجل الوصول إلى حل وطني شامل يقوده الليبيون أنفسهم.
وأضاف أن التدخلات الخارجية أطالت أمد الصراع الليبي وأضعفت وحدة القرار السياسي، مشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار للمسار الإفريقي وإطلاق مصالحة وطنية شاملة تُمكّن ليبيا من استعادة سيادتها واستقرارها.


