أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، تعيين قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيساً جديداً لمكتبها السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة في بيان: “تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية”.
ويأتي اختيار السنوار مفاجئاً للبعض نظراً لأن الحركة اعتادت أن يكون رئيس مكتبها السياسي خارج غزة، لما يتطلبه ذلك الدور من السفر وتمثيل الحركة في كثير من المناسبات.
وصرح مسؤول كبير في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن تعيين السنوار رئيساً للحركة ينطوي على “رسالة قوية” لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن هذا الخيار هو “رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تعيين السنوار “مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى”.
وفي أول رد فعل إسرائيلي، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس مساء الثلاثاء إلى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، بعيد تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس.
وكتب كاتس على منصة اكس أن تعيين “السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخارطة”.
من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السنوار لأن “يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
وبعد بضع دقائق من إعلان حماس السنوار رئيساً لها، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل.
والسنوار أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، وهددت إسرائيل بـ”اصطياده”، محمّلة إياه المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص، فيما اختطف أكثر من 200 آخرين.
كما أنه من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصاراً بـ (مجد).
في التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أتمّ يحيى إبراهيم السنوار عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962.
ومن هذه السنوات الـ61، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه.
وفي الأصل، ينحدر السنوار من عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وترعرع السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
ويوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.