أنهت فرنسا، اليوم الخميس، وجودها العسكري الدائم في السنغال، بإتمام تسليم آخر قواعدها العسكرية إلى الجيش السنغالي، في حفل رسمي بالعاصمة داكار. ويمثل تسليم “معسكر جييل” نهاية فصل من التعاون العسكري بين البلدين يعود إلى ما بعد الاستقلال مباشرة.
وجاء الانسحاب الفرنسي في إطار خطة بدأت في مارس الماضي، وشهدت نقل إدارة عدة مواقع عسكرية إلى السلطات السنغالية، لتغلق بذلك صفحة دامت أكثر من 60 عامًا من الوجود العسكري الفرنسي في البلاد، والذي تركزت مهماته في السنوات الأخيرة على التدريب والدعم اللوجستي.
وكانت وحدة “عناصر فرنسا في السنغال” تضم حوالي 350 جنديًا، وتمثل الوجود الفرنسي الرسمي منذ توقيع اتفاقيات الدفاع بين البلدين عقب استقلال السنغال عام 1960.
الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي اعتبر هذه الخطوة خطوة نحو تعزيز السيادة الوطنية، مؤكدًا أنها لا تعني قطيعة مع باريس، بل تمهد لشراكة جديدة ومتوازنة في إطار الاحترام المتبادل.
ويأتي انسحاب القوات الفرنسية من السنغال ضمن سياق إقليمي أوسع يتجه نحو تقليص الوجود العسكري الأجنبي في غرب ووسط أفريقيا، بعد انسحابات مماثلة من دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر والتشاد والغابون منذ عام 2022، على خلفية تصاعد المشاعر المناهضة للنفوذ الخارجي وصعود أنظمة جديدة في المنطقة.