قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن جمهورية الصين الشعبية أصبحت الشريك التجاري الأول لموريتانيا، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا مستمرًا يشمل قطاعات حيوية كالبنى التحتية، والطاقة، والصيد، والتعليم، والرقمنة.
وفي مقابلة خاصة مع التلفزيون الصيني، بمناسبة الذكرى الستين للعلاقات الموريتانية الصينية، أوضح الرئيس أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2024 حوالي 2.41 مليار دولار، بزيادة تفوق 7.5% عن العام السابق، ما مكن موريتانيا من تسجيل فائض تجاري قدره 330 مليون دولار، بفضل تصدير نحو 70% من خام الحديد إلى الصين.
وأشار إلى أن هذه الشراكة مرشحة لمزيد من النمو بعد دخول الإعفاء الجمركي الكامل للسلع الموريتانية إلى السوق الصينية حيز التنفيذ في ديسمبر 2024، لافتًا إلى أن البلدين وقّعا في أبريل الماضي اتفاق تعاون اقتصادي وفني بقيمة 200 مليون يوان صيني (حوالي 1.1 مليار أوقية جديدة) مخصص لتمويل مشاريع تنموية في موريتانيا.
وأكد ولد الشيخ الغزواني أن علاقات موريتانيا بالصين تقوم على الاحترام المتبادل والتكامل الاستراتيجي، وقد ساهمت في دعم جهود التنمية من خلال مشاريع ملموسة في مجالات متعددة، مشيرًا إلى رغبة موريتانيا في استقطاب المزيد من الاستثمارات الصينية في مجالات المعادن، والطاقات النظيفة، والزراعة، والبنية التحتية.
وتوقف الرئيس عند الأثر الإيجابي لمنتدى التعاون الصيني–الإفريقي (FOCAC)، معتبرا أنه نموذج رائد في التعاون جنوب–جنوب، مشيرًا إلى أن المبادرات الصينية عززت قدرات الدول الإفريقية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل، وساهمت في توسيع حجم التبادل التجاري، الذي بلغ نحو 295.6 مليار دولار في 2024.
وفي سياق متصل، أشاد الرئيس الموريتاني بدور مبادرة “الحزام والطريق” التي تدعمها موريتانيا بقوة، مشيرًا إلى مساهمة الشركات الصينية في تنفيذ مشاريع استراتيجية داخل البلاد، مثل جسر روصو وميناء تانيت وتطوير زراعة الأرز والبنية التحتية الرقمية.
كما أكد اهتمام موريتانيا بتطوير الطاقات المتجددة، خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، معربًا عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الصين في هذا المجال الحيوي.
وفي الجانب الثقافي، نوه ولد الغزواني بأهمية التبادل التعليمي واللغوي بين البلدين، داعيًا الشباب إلى الإقبال على التعلم والانفتاح على اللغات والمعارف، مشيدًا بما يقوم به معهد كونفوشيوس في نواكشوط منذ سنوات.
واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على التزام موريتانيا بدبلوماسية متوازنة تعزز الأمن الإقليمي والتعاون الدولي، معربًا عن ثقته في مستقبل الشراكة مع الصين لما فيه مصلحة الشعبين وازدهار العلاقات بين الجانبين.